العنوانازدواجية المعايير الأولمبيةإسرائيل تفلت من العقوبات رغم جرائم الحرب في غزة
2025-10-15 04:27:50
في الوقت الذي تواجه فيه روسيا وبيلاروسيا عقوبات أولمبية صارمة بسبب الحرب على أوكرانيا، تظهر ازدواجية المعايير الصارخة في تعامل اللجنة البارالمبية الدولية مع إسرائيل التي تواصل ارتكاب جرائم حرب في غزة. فبينما حُرم الرياضيون الروس والبيلاروس من المشاركة الكاملة في أولمبياد باريس 2024، تُمنح إسرائيل تصريحاً كاملاً للمشاركة دون أي قيود.
وقد أثار موقف رئيس اللجنة البارالمبية الدولية أندرو بارسونز استياءً واسعاً، حيث دافع عن قرار عدم معاقبة إسرائيل بالرغم من مقتل أكثر من 35 ألف مدني في غزة، بينهم 193 رياضياً فلسطينياً. وجاء تبرير بارسونز مثيراً للدهشة عندما ادعى أن “الموقفين مختلفان”، معتبراً أن اللجنتين البارالمبيتين الروسية والبيلاروسية انتهكتا الميثاق الأولمبي باستغلال الحركة الأولمبية لدعم الحرب.
هذا التفسير يتجاهل حقيقة أن إسرائيل دمرت البنية التحتية الرياضية في غزة بالكامل، وأوقفت جميع المسابقات الرياضية، مما حرم الرياضيين الفلسطينيين من أبسط حقوقهم في ممارسة الرياضة. كما اضطر المنتخب الفلسطيني لخوض مباريات تصفيات كأس العالم خارج وطنه بسبب الظروف الأمنية.
الازدواجية الواضحة في المعايير الأولمبية تطرح تساؤلات عميقة حول نزاهة المؤسسات الرياضية الدولية وتحيّزها السياسي. فبينما تُطبق العقوبات على بعض الدول، تُمنح أخرى حصانة كاملة رغم ارتكابها انتهاكات أشد خطورة.
إن الموقف الحالي للجنة البارالمبية الدولية يُضعف المبادئ الأساسية التي تقوم عليها الحركة الأولمبية، والتي من المفترض أن تدعم السلام والعدالة والمساواة. فكيف يمكن الدفاع عن حرمان رياضيين بسبب حرب بينما يُسمح لآخرين بالمشاركة الكاملة رغم ارتكاب جرائم حرب؟
هذه الازدواجية لا تؤثر فقط على مصداقية المؤسسات الرياضية الدولية، ولكنها أيضاً ترسل رسالة خطيرة بأن بعض الأرواح أهم من أخرى، وأن القوة السياسية يمكن أن تطغى على مبادئ العدالة الأساسية.
يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الضغط على اللجنة الأولمبية الدولية لمراجعة مواقفها وتطبيق معايير واحدة على جميع الدول دون تمييز. فالمبادئ الأولمبية يجب أن تكون فوق الاعتبارات السياسية، والرياضة يجب أن تكون وسيلة للسلام وليس أداة للتمييز والازدواجية.